مطاعم الصم
في مطلع العام الحالي بدأ عدد من الصم والبكم في مصر تجربة متميزة لا بد ان تترك أثراً مهماً على حياة المصابين بعاهات دائمة، وكيفية تعاطيهم مع الحياة التي يمكنهم ان يكونوا فاعلين فيها على رغم انها بخلت عليهم ببعض ما يحتاجونه للعيش بصورة طبيعية. اذ افتتحت وزيرة الشؤون الاجتماعية المصرية الدكتورة آمال عثمان أخيراً في ميدان فيني في حي الدقي في القاهرة أحدث فروع "كنتاكي فرايد تشيكنز" الذي يعتبر أول مطعم للوجبات السريعة في الشرق الاوسط يُشغِّله فريق من الصم والبكم. و يعمل في المطعم الفريد 28 شخصاً أصم وأبكم تلاقي خدماتهم ثناء زبائن مصريين وأجانب.
وسرعان ما يلاحظ الزائر جو الود الذي يخيم على المطعم، فالعلاقات بين العاملين والعاملات فيه تبدو متينة لا يعكر صفوها غياب الصوت من حياتهم جميعاً
- باستثناء المدير ونائبه، الناطقين الوحيدين ضمن فريق العمل المؤلف من 30 شخصاً. كما ان الصمت المطبق ولغة الاشارات، التي لا يألفها كثيرون، لم تعرقل عملية التفاهم بين العاملين وزبائنهم، فما أن يلج هؤلاء المطعم حتى ترتفع أيدي العاملين لتستقبلهم بإشارة "نحن نحبكم".
لكن لا يملك الزائر الا ان يتساءل عن سبب المجازفة بتكليف فريق من الصم والبكم تشغيل المطعم، مع ان صعوبة التواصل مع هؤلاء قد تدفع كثيرين الى مقاطعته؟ لا ينفي علي سرحان، مدير المطعم، ان احداً لم يكن بوسعه التنبؤ بادئ الامر ان المشروع سيقطع شوطاً لا بأس به على طريق النجاح، وان الفائدة التي حققها مطعم القاهرة ستدفع الشركة الى البدء بوضع الخطط اللازمة لاقامة مطعم آخر في الاسكندرية. الا انه يؤكد ان "الحافز لم يكن مادياً" ما يفسر الاقدام على التجربة الرائدة على رغم ادراك شركة "اميركانا" التي تدير مطاعم "كنتاكي فرايد تشيكنز" ان هذه التجربة "قد لا تحقق اي نجاح تجاري لا بل ربما كانت خاسرة. الا ان الشركة قررت تنفيذ المشروع بقصد تسليط الضوء على هؤلاء الشباب والشابات وأمثالهم المحرومين من نعمتي النطق والسمع واثبات ان هذا الحرمان لا يمنعهم من اداء اعمال شتى مفيدة لهم ولمجتمعهم".
وللمزيد من الاطلاع:
معلومات جديدة اول مرة تمر ليا...يعطيكم العافية😊
ردحذف