الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

بيننا أصم لنتعلم لغته






بيننا أصم - لنتعلم لغة الإشارة -
اللغة هي لغة الإشارة، وهي خاصة بمن يعانون من ضعف أو فقدان لحاسة السمع أو النطق أو كلاهما. حيث أنها وسيلتهم الوحيدة للتواصل فيما بينهم. وتستخدم حركات اليدين والجسم وتعابير الوجه في التواصل.

تخيلوا الوضع بالنسبة لهم، وأعني بذلك فئة الصم والبكم، هل يمكن لأحد منهم في أي ظرف من الظروف أن يطلب العون من شخص معافى؟ ماذا لو صادفت أحدا منهم في الشارع، ويرغب في معرفة شارع معين، أو منزل أحد جيرانك، أو يسأل عن مكان محل أو مركز على نفس الشارع الموجود فيه،
 هل تستطيع فهم ما يريد؟ ناهيك عن إجابته على استفساره؟
بالطبع فإن جميع الإجابات بالنفي، فلا يمكن لأي منا التواصل معه إلا بابتسامة أو ربما تكشيرة أو توجس الخيفة منهم أحيان. وبما أننا لا نعاني بفضل الله في مثل هذه المواقف بل ربما لم يخطر على بالنا أن تصورناها، لذا فقد يرى البعض أنه لا حاجة لنا بها.

هل تعلم أن لغة الإشارة أصبحت مادة أساسية في مدارس الشمس بالرياض ويتم تدريسها لكافة طلابها وطالباتها الأصحاء في بادرة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط ومن المدارس القلائل على مستوى العالم التي تدرس هذه المادة. أي أنه يدرسها الآن الطلاب والطالبات الذين لا يعانون من إعاقات من أي نوع. حيث قامت بالاتفاق مع مجموعة من المتخصصين في التربية الخاصة، بقيادة الدكتور طارق الريس (رئيس قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود) مع كادر من الأكفاء في هذا المجال لعمل منهج خاص بهذه المادة وتدريسه للطلاب والطالبات.

وقد كانت النتائج في مدارس الشمس مذهلة، منها رغبة الطلاب الحقيقية وحماسهم لتعلمها حيث وجدوها مشوقة أكثر من غيرها من المواد. بل إن بعضهم يمتنع عن الغياب مهما كانت الظروف في الأيام التي يدرسون فيها لغة الإشارة. بالإضافة إلى حماس أولياء الأمور (آباء وأمهات) وتشجيع أبنائهم لها. أيضا قدرة الطلاب، وإقدامهم على التحدث مع بعض الصم في الأماكن العامة. مما يعكس لديهم الثقة بالنفس أكثر من ذي قبل. كما أصبح بعض الأطفال يتواصل مع من يعرف من أبناء جيرانه وأقاربه من الصم، وحدث تغير إيجابي كبير جدا في علاقاتهم.

تكلم عنها في المجالس وحث من حولك على تعلمها
شارك زملاء العمل أو الدراسة بها وحثهم على تعلمها
شجع من تعرف من الأطفال على تعلم اللغة، جرب أن يستخدموا المترجم الآلي لكتابة أسمائهم مثلا. أو أكتب عبارة في المترجم ليقوموا بمحاولة معرفة ما كتبته من خلال محاولتهم لترجمة الإشارات.

فلو استطعنا إيصال هذه اللغة إلى أكبر قدر ممكن من الأشخاص بالتأكيد سنصل لمرحلة تصبح فيها هذه اللغة أمرا طبيعيا يلم به أي شخص. بل ربما نستخدمها للتواصل فيما بيننا متى ما انعدمت القدرة على الاستماع أو التحدث.

بعد هذه المرحلة، يمكن تعلم الإشارات الوصفية، وهذا سيأتي بكل تأكيد مع الوقت، بعد أن نحقق الحد الأدنى في هذه التجربة.



يقول الله تعالى (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا) آل عمران 41 أي بلغة الإشارة
هنالك لغة مهضوم حقها وحق مستخدميها :

[لعل تعلم لغة الإشارة يعتبر من الخدمات الاجتماعية الملقاة على عاتق كل واحد منا. فتعلمنا للغة الإشارة هو خدمة تجاه المجتمع الذي ننتمي إليه، وتعلمنا لهذه اللغة في نظري من أعظم الخدمات التي يقدمها الشخص تجاه تلك الفئة خصوصا، وتجاه مجتمعه بشكل عام]


كيف يمكنني تعلم لغة الإشارة؟

بالطبع فإن لغة الإشارة لا تنحصر على الأبجدية الإشارية، بل هي قليلة الاستعمال في مجتمع الصم حيث أنهم يستخدمون أكثر ما يستخدمون الحركات الوصفية. ولكن تعلمك للأبجدية الإشارية يكفل قدرتك الأكيدة على التواصل مع أي أصم. إذ تستطيع باستخدامها إرشاده وإعانته والتحدث معه (بصعوبة)، في أي وقت وأي مكان.

[سنضع فيما بعد هنا إن شاء الله كبداية حروف الهجاء بلغة الإشارة بطريقة ممتعة ومبسطة ويمكن حفظها خلال أقل من يوم]


أيضا مرر هذه الرسالة لمن تعرف، لتساهم في نشر هذه اللغة، فمن يدري، قد تفيد بها أصم كان معزولا عن المجتمع وعن أقاربه لأن مجتمعه بكل أسف لا يعرف لغته.


فلنتعاون جميع على تعلمها       

هناك 4 تعليقات: