لغة الصم والبكم ليست مجرد اشارات وإنما احساس ومشاعر نبيلة يجب أن تتوافر في كل من يتعامل مع هذه الفئة التي تحيطها الأسرار. ومشكلة الصم والبكم والتي تزداد عندما يجدون أنفسهم، في معزل عن المجتمع «مجتمع الأسوياء» ويشعرون بالغربة، فالهدف الأول للجمعيات التي ترعى الصم والبكم هو كيفية اندماج هؤلاء في المجتمع فالصم أكثر رومانسية عندما يعشقون ولديهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم الفياضة التي يفهمها مترجمو الاشارات عن حياتهم ومشاكلهم وأسرارهم فكانت هذه المدونة.
الاثنين، 19 ديسمبر 2016
الاثنين، 31 أكتوبر 2016
البحث عن الحياة في مساحات صامتة..
إنه عالم صامت تحركه اشارات الايادي وتمتمات الشفايف ومع هذا يبقى الصم والبكم يعيشون حالة خاصة من الاحساس المرهف والارادة القوية ربما يحسدها عليهم الطبيعيين منا .. منهم من كشف الطبيب فقدان السمع لديه بعد الولادة وعادة ما ترجح الاسباب لزواج الاقارب واخرين اصيبوا بارتفاع حرارة تضررعلى اثرها العصب السمعي .
فطنة وفراسة وصبر 3 صفات تميزهم ومع هذا هم قادرون على
ايصال ما يريدون ان يخبرونا به ... وكل ما نحتاجه لفهمهم تركيز قليل وربط الاشارة
بالمفردات او استخدام ورقة وقلم .. لغة الاشارة هي لغة الام للصم والبكم تحدوا
الصعوبات واثبتوا جدارتهم حتى حصلوا على وظائف واسسوا عائلات ... لا يهم ان كان
الانسان اصم او طبيعي وما يهم ان نكون اصحاب ارادة وعزيمة من الداخل , ومنهم نتعلم
ونفتح موضع الصم والبكم ليس كفئة خاصة وانما لانهم فاعلين بالمجتمع وعلينا تسليط
الضوء على ابداعاتهم الحياتية ليكونوا قدوة لاخرين اصابهم الفشل والاحباط
ولهذا قررنا تسليط الضوء على هذه الحالة..
ولهذا قررنا تسليط الضوء على هذه الحالة..
لانه موضوع مهم , ومتشعب جداً ويحتاج مننا كتربوين تسليط الضوء على مثل هذه الفئة لأنهم مننا ونحن منهم , انهم يحتاجون مننا أن نوصل أصواتهم للمجتمع وتسليط الضوء على مشكلاتهم , معاناتهم , ومايريدونه منا .
الأحد، 30 أكتوبر 2016
من هو الأصم ومن هو الأبكم ؟ .
قد كنا نتفاجأ أن تعريف من هو الأصم أو الأبكم؟
كان مجهولاً أو
مبهماً عند بعض الناس فيعتقدون الأعمى أو أي شيء آخر مما يدفعك للضحك !وحقيقة هذا يضحك ولكنه ضحك البكاء ؛ فإن
جهل بعض الناس بمن هو
الأصم ؛ فمن باب أولى ألا يأبهوا بأمره في المجتمع!
ونحن نريد أن نسلط الضوء على هذا العالم الصامت الذي ظلم في كثير من المجتمعات.بل بعض الناس ينظرون للأصم الأبكم كونه انساناً غير كامل الأهلية في كل شؤون الحياة وهذا خطأ كبير.
الأصم ؛ فمن باب أولى ألا يأبهوا بأمره في المجتمع!
ونحن نريد أن نسلط الضوء على هذا العالم الصامت الذي ظلم في كثير من المجتمعات.بل بعض الناس ينظرون للأصم الأبكم كونه انساناً غير كامل الأهلية في كل شؤون الحياة وهذا خطأ كبير.
فالأصم
هو إنسان كبقية الناس ولكن الله - لحكمة أرادها - سلبه القدرة
على السمع بالأذن كما
سلب الأبكم القدرة على النطق.
فالأصم هو من لايسمع بالأذن؛
والأبكم هو من لا يتكلم باللسان .
ولكن الله سبحانه قد
يسلب من شخص حاسة أو أداة ولكنه يبدله ما يعوضه من القدرات الأخرى.
فالأصم :
هو
الشخص الذي لدية مشكلة في جهاز السمع تؤدي إلى فقدان السمع بالتالي تؤثر على قدرته
على سماع الأصوات من هنا ندرك الحقيقة التالية أن الأصم هو الشخص الذي تكون لدية
مشكلة في أعضاء جهاز السمع
كان يكون خلل اتصالي أو خلل عصبي وتكون أعضاء إنتاج الكلام لدية سليمة وهذا الخلل
يؤثر على قدرته على سماع الأصوات والخلل الاتصالي
يمكن علاجه من خلال
التدخل الطبي ...
ومن أمثالة تشوهات
خلقية في الأذن أو التهابات شديدة أو خلل في طبلة الأذن
أما الخلل العصبي وهو
الذي يعاني منه الأصم فلا يمكن علاجه الآمن خلال التأهيل
وتركيب سماعات طبية
ويمكن أن يكون الخلل في العصب السمعي المسئول عن
توصيل الأصوات من
جهاز السمع إلى الدماغ
الابكم:
فهو الشخص الذي يعاني من مشاكل في أعضاء إنتاج الكلام أو خلل في مراكز إنتاج الكلام في الدماغ ولكن يكون جهاز السمع لديه سليم وتكون المشكلة في النطق ويمكن التدخل للتغلب على المشكلة من خلال التأهيل وعلاج النطق لدى الشخص·من هنا ندرك الفرق التالي أن الأصم من تكون لدية مشكلة في أعضاء السمع ولكن أعضاء إنتاج الكلام سليمة لذلك لا يستطيع نطق الأصوات لأنه لا يسمعها ولو سمعها لنطقها ·ويمكن الوصول مع الأصم إلى نطق بعض الكلمات ولفظ بعض الجمل ويمكن له التحدث مع الأشخاص العادين بطريقة بسيطة وكل هذا يحتاج إلى برنامج تأهيلي جيد من خلال التدريب السمعي وبرامج علاج النطق وتدريب أعضاء إنتاج الكلام وتمارين التنفس لدية بطريقة جيدة مع مراعاة الشروط الصحيحة في التدريب وهنا ندرك الفرق بين الأصم والأبكم إذ يجب علينا ألا ندمج مصطلح الصم والبكم فالأبكم شيء والأصم شيء أخر
ترجمة القرآن للغة الإشارة تفجر الخلافات
|
السبت، 29 أكتوبر 2016
قصيدة في الصم والبكم
انا لست معاق ... انا لست معاق
لاتقل أني معاق ... لا تقل أني معاق
أنا مسلم صابر وشكورا ... أنا أصم صابراً وصبور
أنا قانع بأقدار ربي ... أنا مسلماً صالحاً وحسبي
بالقرآن آمنت به إعتقادي ... محمداً قدوتي وله قيادي
أسير لغايتي وأظل أسعى ... أسير لها أزيد الناس نفعي
على نهج الهدى سأعيش عمري ... وأبذل طالما للبذل أدعى
أنا صابر على أقدار ربي ... أماه لا تبكي فهذا ليس ذنبي
أبتاه يانظري ويانطقي وسمعي ... وأنت أخي فكن من خير صحبي
أسيرلغايتي وأظل أسعى ... أسير لها أزيد الناس نفعي
أنا مؤمن أرجو خلاصي ... أنا ما إستمعت إلى المعاصي
انا لست معاق ... انا لست معاق
مطاعم الصم
في مطلع العام الحالي بدأ عدد من الصم والبكم في مصر تجربة متميزة لا بد ان تترك أثراً مهماً على حياة المصابين بعاهات دائمة، وكيفية تعاطيهم مع الحياة التي يمكنهم ان يكونوا فاعلين فيها على رغم انها بخلت عليهم ببعض ما يحتاجونه للعيش بصورة طبيعية. اذ افتتحت وزيرة الشؤون الاجتماعية المصرية الدكتورة آمال عثمان أخيراً في ميدان فيني في حي الدقي في القاهرة أحدث فروع "كنتاكي فرايد تشيكنز" الذي يعتبر أول مطعم للوجبات السريعة في الشرق الاوسط يُشغِّله فريق من الصم والبكم. و يعمل في المطعم الفريد 28 شخصاً أصم وأبكم تلاقي خدماتهم ثناء زبائن مصريين وأجانب.
وسرعان ما يلاحظ الزائر جو الود الذي يخيم على المطعم، فالعلاقات بين العاملين والعاملات فيه تبدو متينة لا يعكر صفوها غياب الصوت من حياتهم جميعاً
- باستثناء المدير ونائبه، الناطقين الوحيدين ضمن فريق العمل المؤلف من 30 شخصاً. كما ان الصمت المطبق ولغة الاشارات، التي لا يألفها كثيرون، لم تعرقل عملية التفاهم بين العاملين وزبائنهم، فما أن يلج هؤلاء المطعم حتى ترتفع أيدي العاملين لتستقبلهم بإشارة "نحن نحبكم".
لكن لا يملك الزائر الا ان يتساءل عن سبب المجازفة بتكليف فريق من الصم والبكم تشغيل المطعم، مع ان صعوبة التواصل مع هؤلاء قد تدفع كثيرين الى مقاطعته؟ لا ينفي علي سرحان، مدير المطعم، ان احداً لم يكن بوسعه التنبؤ بادئ الامر ان المشروع سيقطع شوطاً لا بأس به على طريق النجاح، وان الفائدة التي حققها مطعم القاهرة ستدفع الشركة الى البدء بوضع الخطط اللازمة لاقامة مطعم آخر في الاسكندرية. الا انه يؤكد ان "الحافز لم يكن مادياً" ما يفسر الاقدام على التجربة الرائدة على رغم ادراك شركة "اميركانا" التي تدير مطاعم "كنتاكي فرايد تشيكنز" ان هذه التجربة "قد لا تحقق اي نجاح تجاري لا بل ربما كانت خاسرة. الا ان الشركة قررت تنفيذ المشروع بقصد تسليط الضوء على هؤلاء الشباب والشابات وأمثالهم المحرومين من نعمتي النطق والسمع واثبات ان هذا الحرمان لا يمنعهم من اداء اعمال شتى مفيدة لهم ولمجتمعهم".
وللمزيد من الاطلاع:
مطعم الصم في مصر
مطعم الصم في غزة
مطعم الصم في الصين
الصم والبكم .. الاحساس لغتهم
لغة الصم والبكم ليست
مجرد اشارات وإنما احساس ومشاعر نبيلة يجب أن تتوافر في كل من يتعامل مع هذه
الفئة التي تحيطها الأسرار.
ومشكلة الصم والبكم
والتي تزداد عندما يجدون أنفسهم،في معزل عن المجتمع
)مجتمع الأسوياء) ويشعرون
بالغربة،
فالهدف الأول للجمعيات التي ترعى الصم والبكم
هو كيفية اندماج هؤلاء في
المجتمع فالصم أكثر رومانسية عندما يعشقون ولديهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم
الفياضة
التي يفهمها مترجم و الاشارات عن حياتهم
ومشاكلهم وأسرارهم نشر عن المذيعة ومترجمة الاشارات اللامعة هالة محفوظ لقاء وكان
هذا اللقاء
ما الاسباب التي ينتج عنها ولادة أطفال من
الصم والبكم؟
الأسباب عديدة منها زواج الأقارب أو اصابة
الأم بالحمى الشوكية أو الطفل في الأشهر الأولى من العمر والتي تؤثر على مراكز
السمع والنطق في المخ وتؤدي الى الصمم أو حالات التخلف العقلي لأسباب وراثية ونسبتها
قليلة فقد نجد الجد الأكبر للأسرة أصم أو الأب أو الأمتعاني من حالة اعاقة ذهنية
أو ولادة الطفل عن طريق الجفت المعدني الذي يضغط على الرأس ويحدث تشوهات في الغلاف
الخارجي للمخالمتصل بمراكز السمع والكلام أو لأسباب خلقية حيث لا يوجد توافق في
الدم بين الأم وجنينها
وهذا يؤدي الى تحلل خلايا الدم مما ينتج
عنه افراز مادة الصفراءالتي تترسب في خلايا المخ فتؤدي الى الصمم
بعض الأفراد يتصورون
عند التعامل مع أحد الصم والبكم بأن قدرتهم على الفهم أقل من الانسان العادي أو أن نسبة ذكائهم أقل من الانسان
العادي؟
تمتلك نسبة كبيرة من الصم والبكم ذكاء
حاداويتميزون بالفراسة وليس كما يعتقد الكثير من الناس بأن تفكيرهم محدود بل العكس
صحيح فقد أنعم الله عليهم بسرعة البديهة والفراسة لتعوضهم عن الحواس التي
فقدوهاولابد من التفرقة بين أصحاب الاعاقة الذهنية التي تعني اخفاقاًفي القدرة على
الاستيعاب والفهم والذكاء وبين الصم والبكم إذ الكثير منهم لا يعانون من الاعاقة
الذهنية ولكن يبدو عليهم ذلك بسبب فقد حاسة السمع والكلام والدليل على ذلك أنهم عند
المواقف والأحداث على المستوى الشخصي
والقومي يتفاعلون معها بصورة ايجابية
مذهلة كذلك منهم من يتقن معظم المهن اليدوية مثل الحدادة والكهرباء والنجارة
ومنهم من سافر الى اليونان والمانيا وأجاد
هذه اللغات بالاشارةبل ولهم فرص عمل في مجال السياحة والفنادق للأفواج السياحية من
الأجانب من الصم والبكم
ومن المجهودات الأخيرةالتي تقدمها احدى جمعيات الصم والبكم
تعليمهم شعائر العمرة والحج
خاصة وأنهم يعانون من ضعف المعرفة بهذه
الأمور الدينيةوالصم والبكم ثلاث درجات بعضهم لديه اعاقة كاملة والبعض لديه حاسة
السمع بنسبة ضعيفة للغاية وبعضهم الفئة المتقدمة منهم اصابتهم الاعاقة نتيجة فيروس
الحمى الشوكية في الطفولةوهؤلاء لديهم حصيلة لغوية تفيدهم في التعامل بل في إثراء
الجانب اللغوي عن بقية أقرانهم من الصم والبكم
لماذا يظهر على وجوه الصم والبكم علامات
العصبية لدرجة تصل الى العدوانية؟
هناك فرق كبير بين العصبية والعدوانية فهناك
الأشخاص الطبيعيون لديهم عوامل سيكولوجية تؤدي بهم الى العصبية والتوتر لظروف أو
موقف معين وهذا أمر طبيعي ويحدث أيضا للصم والبكم ولكن العدوانية هي الشر والتفكير
في إيذاء الآخرفاذا تعرض أحدهم للاستفزاز أو فشل في التفاهم مع الآخرفربما يعترضون
وهذا الاعتراض يظهر على قسمات الوجه وهو البديل عن الصوت العالي للانسان الطبيعي
فاذا
قارنت هذه الحالة بأفراد صم وبكم يرون شفاها تنفتح أمامهم وتغلقوهم لا يعلمون من
ذلك شيئافمن الطبيعي أن تحمل عواطفهم شيئا من العصبية لعدم استطاعتهم التعبير
بسهولة بالكلام مثل الانسان العادي وهذا يحدث في معاملتهم مع شباك التذاكر في
المواصلات العامة أو المستشفيات أو المطاعم واللوم يعود علينا نحن الأسوياءلأننا
بعيدون عنهم ولا نحاول معرفة أي شيء يخصهممن تعليم الاشارات التي يعرفونها لكي
ندمجهم في المجتمع
وعن العاطفة لدى الصم والبكم تقول هالة
محفوظ:
ومنهم شديد الاحساس والتأثر لذلك نجد
أكثرهم سريع الزعل وسريع الرضا
بأشياء قليلة «تطيب خاطره»المهم بأسلوب مهذب
يبعد عن السخرية والاستهزاء وهي أمور يجب أن يعلمهامعلم الاشارات.
وعن أحدث الوسائل العلاجية للصم والبكم
تقول هالة محفوظ،
ولكنها لا تصلح مع كل الحالات فضلا عن
تكلفتها الباهظة وفي حالة اصطدام الطفل بشيء صلب يمكن أن تتعرض للتلف.
لقراءة كامل المقالة:
الصم والبكم يملكون
مشاعر وأحاسيس عميقة وقوية
زراعة القوقعة
الالكترونية وهي سماعة توضع داخل الرأس
فالهدف الأول للجمعيات التي ترعى الصم والبكم
هو كيفية اندماج هؤلاء في
المجتمع فالصم أكثر رومانسية عندما يعشقون ولديهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم
الفياضة
التي يفهمها مترجم و الاشارات عن حياتهم ومشاكلهم وأسرارهم نشر عن المذيعة ومترجمة الاشارات اللامعة هالة محفوظ لقاء وكان هذا اللقاء
التي يفهمها مترجم و الاشارات عن حياتهم ومشاكلهم وأسرارهم نشر عن المذيعة ومترجمة الاشارات اللامعة هالة محفوظ لقاء وكان هذا اللقاء
وهذا يؤدي الى تحلل خلايا الدم مما ينتج عنه افراز مادة الصفراءالتي تترسب في خلايا المخ فتؤدي الى الصمم
والقومي يتفاعلون معها بصورة ايجابية مذهلة كذلك منهم من يتقن معظم المهن اليدوية مثل الحدادة والكهرباء والنجارة
ومنهم من سافر الى اليونان والمانيا وأجاد هذه اللغات بالاشارةبل ولهم فرص عمل في مجال السياحة والفنادق للأفواج السياحية من الأجانب من الصم والبكم
ومن المجهودات الأخيرةالتي تقدمها احدى جمعيات الصم والبكم
تعليمهم شعائر العمرة والحج
خاصة وأنهم يعانون من ضعف المعرفة بهذه الأمور الدينيةوالصم والبكم ثلاث درجات بعضهم لديه اعاقة كاملة والبعض لديه حاسة السمع بنسبة ضعيفة للغاية وبعضهم الفئة المتقدمة منهم اصابتهم الاعاقة نتيجة فيروس الحمى الشوكية في الطفولةوهؤلاء لديهم حصيلة لغوية تفيدهم في التعامل بل في إثراء الجانب اللغوي عن بقية أقرانهم من الصم والبكم
بأشياء قليلة «تطيب خاطره»المهم بأسلوب مهذب يبعد عن السخرية والاستهزاء وهي أمور يجب أن يعلمهامعلم الاشارات.
الرجوع إلى قائمة المقالات
لغة الصم والبكم
همسة من هو الشخص الاصم والابكم الشخص الأصم ليس شخصاً متخلفاً عقلياً،إنما هو فقط شخص غير قادر على السمع.
الشخص الإبكم هو الشخص الغير قادر على الكلام
هل تعرف لماذا لا يستطيع الشخص الأصم الكلام؟
لأنه غير قادر على سماع الآخرين وتعلم اللغة منهم،
لذا فإن عدم القدرة على الكلام بصورة واضحة هو نتيجة مباشرة للصمم . لذلك ليست المشكلة بالصمم الذي يحرم الأصم من سماع الأشياء فقط، وإنما فقدان المعلومات والتواصل الذي يوفره سماع هذا
هل تعرف لماذا لا يستطيع الشخص الأصم الكلام؟
لأنه غير قادر على سماع الآخرين وتعلم اللغة منهم،
لأنه غير قادر على سماع الآخرين وتعلم اللغة منهم،
ماهي لغة الإشارة التي يستخدمها الصم والبكم ؟
هي استخدام الأصابع للتعبير عن الحروف الأبجدية وتستخدم لأسماء الأشخاص والمدن والشوارع والأماكن، وهي لغة مرئية لها مفرداتها وقواعدها الخاصة بها.
نقسم لغة إشارة الصم والبكم إلى ثلاث لغات:الأصوات المعبرة :
أولاً/ الأبجدية الإشارية للحروف:
وهي أن كل حرف له وضع معين لليد وتستعمل أبجدية الحروف الإشارية للأسماء وللأشياء التي ليست لها مدلول أو مجسم واضح للعين.
ثانياً/ الوصفية:
وهي إشارة واحدة لكلمة كاملة يوصف بها شكل المدلول أو وصف الفعل، وهي أسهل وأشهر طريقة
ثالثا/ الرمزية:
وهي إشارة واحدة لكلمة كاملة ويرمز بها للمدلول المعين. وطبعا فيه فروق في لغة الإشارة بين منطقة وأخرى ويتوقف الفرق على بيئة الأصم وثقافتة وعاداتة، كما هنالك لغة عالمية متفق عليها ويعرف قاموسها باسم ( جستينو ) كما أن هناك لغة إشارة عربية موحدة
ماهو الأسلوب الشفوي في لغة الإشارة؟
يجب أن تعرف أنه ليس كل أصم أبكم وإنما يأتي البكم من عدم قدرة الأصم على النطق لعدم سماعه الكلام وقدرته على تعلم نطق المعاني والألفاظ لذا فإنه من غير المستحيل لو تخيلنا تعلّم الأصم النطق وفهمه دون أن يكون قادراً على السمع، ومن ثم استخدام الشفاه للفظ الكلمات مع استخدام القليل من الإشارات، لكن أثبتت التجربة أن لغة الإشارة هي اللغة الأمثل للشخص الأصم. هل تعتقد أن الأصم هو فقط من لايستطيع سماع الأصوات!! لا .. فهناك الكثير من الأشخاص الذين يصابون بالصمم المؤقت أي عدم التركيز والانتباه، مما يجعل الشخص وكأنه لايسمع خاصة أثناء جلوسهم أمام التلفاز أو جهاز الحاسوب، أو التفكير. حاول أن لاتكون منهم فالصمم المؤقت ربما يوقعك في حرج مع الآخرين وخاصة والديك ومعلميك! لاتكن كمن أصابه الصمم وكن أكثر تنبهاً وتواصلاً مع محيطك الخارجي...واحمد الله على نعمة السمع.
ولكن في حالات كثيرة يحتاج المرء لأن يكون أصماً وأبكماً.. هل تعرف كيف ومتى؟
مشكلاتهم
يمكننا أن نتصور أن الطالب الأصم في السادسة من عمره وبرنامجه اليومي. يقوم الطالب الأصم صباحاً ويحمل حقيبة ثقيلة على ظهره ويذهب إلى المدرسة وهو لم يفهم ما هي المدرسة، ويجلس في الفصل وهو لم يفهم أيضاً ما يشرح المعلم لضعف لغة التواصل المباشر بينه وبين المعلم، ولم يتعلم اللغة العربية والمواد الأساسية جيداً. يعود إلى المنزل ويرمى الحقيبة على الأرض، ويجلس على الكرسي ويتفرج على التلفزيون وهو لم يفهم أيضاً ويستخدم الألعاب الإلكترونية في عصر التكنولوجيا حتى موعد النوم في المساء كالعادة دون حل الواجبات المنزلية لأنه لم يفهم ما الواجبات المطلوبة. ماذا تفعل مدارس الصم والدمج؟ لا أحد يدري عن ذلك.هذا الطالب الأصم يمثل الكثير، وليس الكل، من الأشخاص الصم في بلدنا ممن لم ينالوا نصيبهم من التعليم والخبرة في الحياة. إن فقدان السمع لا يتسبب في التأثير السلبي بدرجة كبيرة على مستوى التعليم العام والجامعي وعدم قدرتهم على التعلم كما يعتقد الكثير، ولكن السبب الحقيقي هو سوء تصميم المناهج التعليمية وضعف التواصل المباشر بين الطلاب الصم والمعلمين، وعدم وجود كادر تعليمي للتعامل مع الطلاب الصم، وكل التجارب التعليمية في بلدنا فشلت فشلا ذريعا. نستطيع القول بأن الطلاب الصم هم الضحية وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها.
في الحقيقة أن تعليم الصم في بلدنا يعاني من مشاكل خطيرة لا حصر لها.
المشكلة الأولى: أن النظام التعليمي يقوم على الحفظ والتلقين بطريقة ببغائية ويقدم الأجوبة الجاهزة لكل أسئلة المواد الأساسية فلا يتعلم الطلاب والطالبات شيئاً حتى يحصلوا على شهادتهم. هذه الوثيقة توضح أن ينتقل الطلاب والطالبات الصم من مرحلة إلى أخرى بطريقة الشفقة والمجاملة والإطراء غير المبرر.
المشكلة الثانية: أن جزءا كبيراً من الطلاب الصم الصغار يبقون في المدارس دون تعلم بشكل حقيقي ومطلوب من أي نوع. من الطبيعي والمتوقع جداً أن يحرم هؤلاء الصم من الحق في التعلم سيظل مجتمعياً أمياً إلى الأبد. يجب أن نعترف أن أغلب الأشخاص الصم في بلدنا يعانون من ضعف اللغة العربية. ربما تسأل: لماذا؟ التوضيح ببساطة أن لغة الصم العرب هي لغة الإشارة الأولى بطبيعة الحال واللغة العربية تعتبر لغة ثانية. لغة السامعين العرب هي اللغة العربية الأولى – على سبيل المثال - ولغتهم الثانية المكتسبة هي اللغة الإنجليزية، ويمكننا أن نرى أن الشخص السامع ضعيف في اللغة الانجليزية لأنه لم يتعلمها بشكل جيد من المدارس كما هي الحال تماماً لدى الطلاب الصم في تعليم اللغة العربية من الواقع.
المشكلة الثالثة:هي عدم وجود مركز تعليم اللغة العربية للصم، وأيضاً عدم وجود إعداد وتأهيل للمعلمين لكي يتمكنوا من القيام بمهمة التدريس في اللغة العربية للطلاب الصم. يجب أن نذكر أن اللغة العربية جزء لا يتجزأ من هويتهم الثقافية ولا يمكن تجاهلها. لذا الطلاب الصم بحاجة ماسة إلى ممارسة القراءة والكتابة بأنفسهم منذ الصغر، وأيضاً انهم بحاجة إلى فهم القراءة والكتابة دون الاعتماد التام إلى مترجمي لغة الإشارة. وفي عدم معرفة القراءة والكتابة لدى الطلاب الصم في المدارس فما هي الجدوى من التعليم الجامعي إذاً؟
المشكلة الرابعة: أن المؤسسات الحكومية والخاصة قد أنفقت الأموال الهائلة على دعم مشروع القاموس الإشاري لتدريب المعلمين والمتخصصين ومترجمي لغة الإشارة في بلدنا دون النظر إلى تقديم أي دعم مشروع اللغة العربية للصم ولا أنكر ذلك، ولكن النتيجة فشلت، وأجزم أن هذه الخطة سوف تفشل فشلا ذريعا. كما التركيز على دورات لغة الإشارة وتفعيل القاموس الإشاري فقط دون النظر إلى تقديم دورات اللغة العربية للصم هو تقليد أعمى وقلة المنطق، وهذا الواقع سيثبت فشله سريعا. ليس منطقياً لأي شخص أن ينفق الأموال الضخمة على مشروع القاموس الإشاري وينكر على دعم مركز اللغة العربية للصم.
ربما تسأل: ما الحل؟ الحل الوحيد في تقديري هو إنشاء مركز تعليم اللغة العربية للصم، وأعني هنا إنشاء مركز مستقل وبحثي للغة العربية وتطبيق على منهج التعليم الثنائي (Bilingualism) تحت إشراف وزارة التعليم. أنا واثق تماماً أن تلك الأموال لو أنفقت على دعم إنشاء مركز اللغة العربية للصم ودعم الوسائل التقنية المتطورة التي تساعد على تحسين مستوى اللغة العربية لما كان هذا المستوى المتدني في مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب الصم ويتمكنون من التواصل مع المجتمع العام دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين ويجعل الأشخاص الصم يدافعون عن أنفسهم وتعزيز الاستقلال الشخصي.
الأربعاء، 26 أكتوبر 2016
صم عظماء
صم عظماء
لقد وجد في التاريخ
القديم والحديث أناس أثبتوا للبشرية جمعاء بأن الإصابة بعاهة أو أكثر ليست نهاية
العالم، وأن الإرادة القوية مدعومة بالموهبة قد تجعل من صاحب عاهة بطل إنتاج يسبق
الأصحاء بأشواط كثيرة.
ومن العاهات التي قد تصيب الإنسان نقص السمع بدرجاته المختلفة، مما
يعزل المصاب عن الأصوات الخارجية، وإذا حصلت هذه الإصابة باكراً فتكون مسؤولة عن
تأخر في النطق ويغدو الأصم أبكما.
ومع ذلك لم يستطع الصمم
أن يثني بعض ضحاياه من المضي قدماً في تيار الحياة الهائج، وكي يثبت هؤلاء
المعاقون بأن الإنسان مجموعة رائعة من القدرات إن توقفت إحداها عن العمل لسبب ما
عاوضت أخرى بوجود محرك الإيمان والإرادة والتصميم.
وكل منا يصادف أثناء ممارسته اليومية أعداداً كبيرة من الصم الذين
ابتعدوا عن نشاطات الحياة المختلفة بسبب عجزهم واختاروا البقاء في الظل خوفاً
وطمعاً، وساعدهم على ذلك فقر الظروف والإمكانيات العامة المقدمة لهم، فتعاضد ضعف
الإرادة مع قلة إمكانيات التأهيل والتدريب فكانت النتيجة هرباً من العمل النافع
والحياة الاجتماعية.
وكم يأخذنا العجب من أصم يطرق بابنا وقد أتقن القراءة والكتابة،
والتهم من شتى أنواع الثقافات والعلوم الشيء الكثير، ومارس هوايات رياضية وفنية
عديدة، وأنهى دراسة جامعية أو أتقن حرفة يدوية، وهو سعيد بما أنجز، فخور بما وصل
إليه.
إن تصفح كتب التاريخ يبرز لنا شخصيات كانت تعاني من الصمم، ولم يكن
ذلك الأمر عائقاً لها من أن تترك بصمة واضحة في تطور الإنسانية جمعاء.
وقد قام أحد الكتاب ـ جزاه الله خيراً ـ وهو السيد زهير جمجوم بإصدار
كتاب عن أشهر المعوقين في العالم استعرض فيه حياة خمسين شخصاً من مشاهير المعوقين
إعاقات مختلفة سواء أكانت جسمية أم حسية أم عقلية.
وقد رأيت أن أختار من هذا الكتاب الشخصيات المصابة بالصمم وأن أختصر
ماورد في هذا الكتاب بشأنها، ثم أضيف إلى ماذكره الكاتب بعض الملاحظات الطبية التي
يمكن أن نستنتجها من سيرة المعاق الموهبة.
ملاحظة: إن النصوص التاريخية قد أخذت بكاملها من كتاب أشهر المعوقين
في العالم مع بعض الاختصار، أما التعليقات فهي استنتاجات شخصية.
ولد بيتهوفن في مدينة بون ألمانيا عام 1770م، وسعى والده إلى تعليمه
أصول العزف على البيانو والقيثارة وهو في الثالثة من عمره.
تتلمذ في البداية على يد موتسارت ثم على يد هايدن.
نشأ بيتهوفن فقيراً وعاش فقيراً حتى آخر لحظة من حياته دون أن يحيد
عن مبادئه العليا التي اعتنقها. وفي عام 1802م عندما كان بيتهوفن يبلغ من العمر
اثنين وثلاثين عاماً كتب:
(آه منكم أيها الناس الذين ترونني كئيباً، حقوداً، فظ الخلق، إنكم
تظلمونني هكذا. أنتم لا تعرفون السبب الغامض لسلوكي هذا، فمنذ سني الطفولة تفتح
قلبي وروحي على الرقة والطيبة، وكان هدفي دوماً الوصول إلى الكمال، وتحقيق الأمور
العظيمة، ولكن فكروا في أنني أعاني منذ ست سنوات من ألم لا شفاء له، زاده أطباء
عاجزون.
لقد ولدت حاد المزاج مرهف الإحساس لمسرات الحياة والمجتمع، ولكنني
سرعان ما اضطررت إلى الانسحاب من الحياة العامة واللجوء إلى الوحدة، وعندما كنت
أحاول أحياناً التغلب على ذلك كنت أصد بقسوة ومع ذلك لم يكن بوسعي أن أقول للناس:
(ارفعوا أصواتكم صيحوا) فأنا أصم).
يا لشدة ألمي عندما يسمع أحد بجانبي صوت ناي لا أستطيع أنا سماعه، أو
يسمع آخر غناء أحد الرعاة بينما أنا لا أسمع شيئاً، كل هذا كاد يدفعني إلى اليأس،
وكدت أضع حدا لحياتي البائسة، إلا أن الفن، الفن وحده هو الذي منعني من ذلك).
وعندما أصبح بيتهوفن يتجنب الناس لجأ إلى الطبيعة، يدون فيها أنغامه
وألحانه، فأبدع موسيقى تعبر تعبيراً صادقاً عن إحساس الإنسان.
ولا تزال سيمفونياته التسع ومؤلفاته العديدة نبعاً ينهل منه كل محب
للموسيقى، وكانت أعظم موسيقاه على الإطلاق تلك التي انتجها في مرحلته الأخيرة
الصماء، فمن وسط أشد أنواع العزلة عمقاً، وهب بيتهوفن فهما أعمق ـ لقد كان مريضاً
فقيراً أصم مهجوراً من أعز الناس وأحبهم لديه، ومن خلال هذه الأعماق الرهيبة التي
كان يقبع فيها أصدر أعظم ألحانه وأكثرها خلوداً.
وبتضاعف أمراضه في فترة حياته الأخيرة تضاعفت أحزانه لتنتهي حياته
بوفاته عام 1827م.
التعليق:
* يلاحظ بأن بيتهوفن أصيب في العضو الرئيسي والنبيل بالنسبة لممارسته
الموسيقا، ومع ذلك لم يثنه ذلك عن الإبداع والإنتاج على أعلى المستويات، إن لم نقل
بأن عاهته السمعية أثرت في انتاجه الموسيقي إلى درجة التميز والحساسية المرهفة.
* وإذا تساءلنا كيف كان بيتهوفن يستمع إلى موسيقاه؟ فالمصادر تذكر
أنه عندما اشتد نقص السمع لديه كان يستمع إلى مقطوعاته وعزفه بوضع طرف مسطرة بين
أسنانه بينما يضع طرفها الآخر على البيانو، وهو ما يطلق عليه السمع بالطريق
العظمي.
وهذا الأمر ـ كما يبدو لي ـ يتناسب مع آفة توصيلية ثنائية الجانب،
لأنه في هذا النمط من الآفات نستطيع السماع بالطريق العظمي، بينما في الآفات
الحسية العصبية لايمكن الاستفادة من هذا الطريق.
فأمام نقص سمع توصيلي ثنائي الجانب متدرج، في بداية الكهولة، نفكر
بتشخيص تصلب الركابة ولكن ذلك بشكل غير مؤكد فما هو إلا تشخيص بالطريق الراجع
اعتماداً على وصف بيتهوفن لنقص السمع لديه.
* يلاحظ من كلام بيتهوفن حالة العزلة الشديدة التي يفرضها نقص السمع،
ويضاف إلى ذلك التأثير السيء المزعج الذي قد ينجم عن وجود طنين مرافق.
ولد ديفيد رايت في جوها نسبرج جنوب أفريقيا عام 1920م، وقد أحب نغمة
الشعر الموسيقية منذ طفولته، كما ورث عن أسرته ميلا إلى الموسيقى، وفي سن الرابعة
أصيب بصمم كامل، لحسن حظه فقد كان يحمل في أذنيه ذكريات الأصوات من أيام الطفولة
مما مكنه من الحديث وأتاح تنمية مواهبه.
سافر رايت إلى لندن بصحبة أمه طلباً للعلاج من الصمم، وهناك ازداد
تعلقاً بالشعر، وقد قال في كتاب قصة حياته الذي أسماه (صمم)، إنه أحس بأن الصمم قد
دفعه إلى العناية بالشعر كنوع من التعويض عما فاته من الأصوات الخارجية، حتى أنه
في سن الثامنة وجد نفسه مدفوعاً إلى كتابة الشعر.
نقل رايت بعد ذلك إلى مدرسة داخلية خاصة بالصمم، وفيها عانى من مشقة
الحياة وأحس بالعذاب، وكان في الليل عندما تطفأ الأنوار لاينام، يسلي نفسه بتكرار
ما حفظ من الشعر الكثير، وكان هذه الحفلات الليلية أفضل تدريب ذاتي تلقاه في
القافية وحركات الحروف.
أنفق رايت ثلاث سنوات في مدرسة الصم، وعندما تركها أحس بالراحة لأنها
وإن أفادته كثيراً إلا أنها جعلته يعيش في بحر من الصمم، فانعزل بذلك عن العالم
الخارجي، كما لعب ناظر المدرسة ومعاونوه دوراً مخيفاً إذ كان زجزه وتصحيحه لأخطاء
الطلاب الصم في الفصل على شكل طرقات عنيفة بكعب حذائه على أرضية الفصل الخشبية،
فتصل الطرقات إليه في شكل ذبذبات تنبئ برسائل زاجرة مؤلمة، وأحس رايت بالسعادة
للخلاص من هذه المدرسة.
بعد انتهاء دراسته الثانوية درس في إحدى جامعات اكسفورد الأدب واللغة
الانجليزية وواجهته مشكلة الاستماع إلى المحاضرات وفهم المراد منها، وعوض عن ذلك
بالتردد إلى المكتبات وقراءة المراجع.
في تلك الفترة أنشأ ديوانه الشعري الأول وتخرج عام 1942م بمرتبة
الشرف الثانية، حيث غادر اكسفورد ونزح إلى لندن ليعمل سنوات قليلة في صحيفة
(الصنداي تايمز).
وقد عمل رايت مدرساً لفترة في جامعة ليدز.
لقد ترك الصمم بصمته على صوره الشعرية، فجعلته يرسم أحياناً لوحات
صامتة لأشياء ذات صوت، تاركاً للقارئ أو السامع إكمال اللوحة بنفسه، مما يضفي على
هذه اللوحات جواً بلاغياً مؤثراً.
وقد وجد رايت أنس الحياة مع زوجته فهي تقرأ شعره في المحافل إذ يبدو
صوته غريباً في القراءة أحياناً، وهي التي ترجم له أقوال الناس ويمكنه فهمها من
خلال حركة شفتيها.
وحصيلة إنتاجه حوالي 24 كتاباً تشمل أعماله ومؤلفاته ودواوينه.
التعليق:
* أصيب الشاعر بالصمم في سن السابعة، ومن المعلوم أن أسباب نقص السمع
في هذا العمر عديدة أكثرها شيوعاً النكاف والتهاب السحايا إضافة إلى أسباب أخرى
عديدة.
وطبعاً فإن نقص السمع الحاصل هو حسي عصبي، مما له من تأثير على النطق
والحياة الاجتماعية.
* إصابة الطفل بالصمم في سنوات حياته الأولى تؤثر على نطقه بدرجة
كبيرة وبشكل متناسب مع درجة نقص السمع، أما في أعمار أكبر فيغدو تأثير نقص السمع
على النطق أقل بشرط دعم هذا النطق بتعليم القراءة والكتابة والتشجيع والتأهيل
المستمرين.
* عندما يكون نقص السمع شديداً يفقد الإنسان قدرته على مراقبة شدة
صوته، لذلك يغلب أن يكون الصوت عالياً، وله طريقة لفظ خاصة.
* إن مدارس الصم البكم قد تكون الحل الوحيد أمام طفل أصم أبكم ليس
لديه بقايا سمعية، حيث يتعلم طريقة المخاطبة بالإشارة ولغة الشفاه إضافة إلى تعلمه
القراءة والكتابة والهوايات المختلفة.
ولكن عندما يكون هناك بقايا سمعية فيفضل الاستفادة منها قدر الإمكان
ودعمها بالمعينات السمعية المناسبة، ثم وحسب الحالة وحسب مستوى التأهيل المقدم إما
أن يوجه الطفل إلى المدارس العادية أو إلى مدارس الصم والبكم.
ولابد من تأمين العدد الكافي من مدارس الصم البكم، وأن تكون هذه
المدارس مجهزة بالخبراء المؤهلين وبالأجهزة المتطورة اللازمة حتى نستطيع أن ننتشل
الأعداد الكبيرة من الصم البكم الموجودة في جميع محافظاتنا، وأن نهيء لهم الفرص
اللازمة لبناء حياتهم أولاً ومجتمعهم ثانياً.
الكميت بن زيد الأسدي
ولد بالكوفة سنة 60هـ، وهي منبر الشعر والخطابة،
ومدرسة اللغات والثقافة، ومثار العصبيات والأحزاب والفتن.
عندما شب الكميت أخذ يختلف إلى دروس العلماء، يتلقن الفقه والحديث
النبوي وأنساب العرب وأيامها، ثم غدا معلماً يعلم الناشئة في المسجد.
لقد كان الكميت مصاباً بالصمم وقد برع في الشعر حتى قيل فيه (لولا
شعر الكميت لما كان للغة ترجمان، ولا للبيان لسان) وقد ورد في خزانة الأدب (في
الكميت خصال لم تكن في شاعر، كان خطيب بني أسد، وفقيه الشيعة، وحافظ القرآن، وثبت
الجنان، وكان كاتباً حسن الخط).
قتل الكميت في خلافة مروان بن محمد عام 126هـ، وكان مبلغ شعره حين
مات حوالي خمسة آلاف وثمانين بيتاً.
التعليق:
مرة أخرى يثبت التاريخ أن الصمم ماكان ليثبط صاحب موهبة وإرادة عن تلقي
العلم وقول الشعر والمشاركة في الأحداث السياسية اليومية بشكل فاعل.
كان والده سيرين ضمن الأسرى الذين أخذهم خالد بن الوليد في معركة
(عين التمر) وساقهم إلى المدينة المنورة.
وبعد أن كاتب سيرين سيده وسعى إلى اعتاق نفسه تزوج من صفية مولاة أبي
بكر الصديق.
ولد محمد بن سيرين سنة 33هـ، ولما صار غلاماً أقبل على علوم عصره
ينهل منها وخاصة كتاب الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
انتقل مع أسرته إلى البصرة، وهناك نظم أوقاته بين العلم والعبادة
والتجارة والعمل بحيث يعطي كل ذي حق حقه، وقد كان مصاباً بالصمم.
إن سيرة ابن سيرين حافلة بالعلم والخير والتقى، والحرص على الحلال في
التجارة، إضافة إلى مواقف الشجاعة والصدق.
وقال عنه الشعبي (عليكم بذلك الأصم) وقال عنه الأصمعي: (إذا حدث
الأصم بشيء فاشدد يديك).
توفي محمد بن سيرين سنة 110هـ.
التعليق:
لعل شباب أمتنا الذين أكرمهم الله بتمام الخلقة، وبسلامة الحواس
يعتبرون بتلك المنارات التي أضاءت وتضيء وستظل تضيء ساحات العلم والمعرفة والأدب
والفن إلى يوم الدين.
ولد الرافعي في قرية (بهتيم) بمحافظة القليوبية عام 1880م، واستقر
فيما بعد في مدينة طنطا وعاش فيها كل حياته.
دخل الرافعي المدرسة في نحو الثانية عشر من عمره، فأتم الدروس
الابتدائية، ولكنه لم يتجاوزها، إذ أصيب بمرض شديد لم يتركه إلا بعد أن أثر في
أعصاب سمعه، فأخذ سمعه يضعف ويثقل حتى أصبح أصم وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره،
فلم يعد يصله من أحاديث العالم من حوله شيء.
أكب الرافعي على الدرس والمطالعة، وحصل على عمل فعهد إليه الكتابة في
بعض المحاكم الشرعية، واستقر أخيراً في محكمة طنطا، يتولى الكتابة فيها إلى يومه
الأخير.
ولم يساعده الصمم على الاختلاط الكثير بين الناس، ولكنه كان حسن
العشرة دقيقاً في أعماله، كما عرف فيه شدة تدينه وغيرته على التقاليد الموروثة عن
السلف.
لقد أثرى الرافعي معلوماته اللغوية بحفظ القرآن الكريم والحديث
النبوي ومواقف أعلام الإسلام وشعر القدماء والمحدثين وخطبهم وآثارهم، وكان شاعراً
مبدعاً، وكاتباً بارعاً ومؤرخاً وناقداً.
ترك الرافعي رغم حياته القصيرة نسبياً تراثاً أدبياً وفيراً، فقد خلف
ديوانين في الشعر إضافة إلى كتب أدبية عديدة وقصائد عديدة متفرقة.
التعليق:
نحن أمام حالة نقص سمع بدأ في المرحلة الابتدائية وتدرج في رقيه حتى
غدا صمما تاماً تقريباً في حوالي الثلاثين من العمر.
من الصعب وضع تشخيص سببي أمام هذه الحالة اعتماداً على المعلومات
الفقيرة المتوفرة بين أيدينا في هذه المقالة، وخاصة أننا لا نعرف تماماً ماهو
المرض الخطير الذي أصابه قبل حدوث الصمم لديه.
إن أسباب نقص السمع الحسي العصبي المكتسب عديدة، فقد تكون أنتانية أو
رضية أو انسمامية دوائية أو وعائية أو مناعية ذاتية.. الخ.
وهناك حالات من نقص السمع الوراثي التي تظهر بشكل متأخر وتتدرج في
سيرها، ولاننسى طبعاً نقص السمع الشيخي الذي يصيب الأعمار المتأخرة.
أعجوبة المعاقين في كل العصور.
ولدت هيلين كيلر في مدينة (تسكمبيا) من أعمال ولاية (ألا باما)
بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1880م، وقبل أن تبلغ الثانية من عمرها أصيبت بمرض
أفقدها السمع والبصر، وبالتالي عجزت عن الكلام لانعدام السمع.
سعت والدتها إلى تعليمها استعمال يديها في عمل إشارات تفصح بها
جزئياً عما تود قوله.
وضعها والدها في معهد للعميان، وطلبا من رئس القسم أن يرشدها إلى
معلمة لها، فأرشدها إلى (آن سوليفان) التي كانت قد أصيبت أول عمرها بمرض أفقدها
بصرها، ودخلت معهد العميان في الرابعة عشرة من عمرها، وبعد حين عاد إليها بصرها
جزئياً.
وقد التقت بعد انتهاء دراستها بهيلين كيلر لتبدأ معها رحلة طويلة
مثيرة هي أشبه بالأعجوبة وتمثل في الحقيقة أروع إنجاز تم في حقل تأهيل المعوقين.
رحبت أسرة كيلر بالمعلمة سوليفان ترحيباً حاراً، وكانت هيلين آنذاك
في حوالي السادسة من عمرها. بدأت سوليفان تعلمها الحروف الأبجدية بكتابتها على
كفها بأصابعها واستعملت كذلك قطعاً من الكرتون عليها أحرف نافرة، كانت هيلين
تلمسها بيديها وتدريجياً بدأت تؤلف الكلمات والجمل بنفسها.
وبعد مرور عام تعلمت هيلين تسعمئة كلمة، واستطاعت كذلك دراسة
الجغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض الحديقة كما درست علم النبات.
وفي سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة الأبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح
بإمكانها الاتصال بالآخرين عن طريقها.
ثم في مرحلة ثانية أخذت سوليفان تلميذتها إلى معلمة قديرة تدعى (سارة
فولر) تعمل رئيسة لمعهد (هوارس مان) للصم في بوسطن وبدأت المعلمة الجديدة مهمة
تعليمها الكلام، بوضعها يديها على فمها أثناء حديثها لتحس بدقة طريقة تأليف
الكلمات باللسان والشفتين.
وانقضت فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم الأصوات التي
كانت هيلين تصدرها.
لم يكن الصوت مفهوماً للجميع في البداية، فبدأت هيلين صراعها من أجل
تحسين النطق واللفظ، وأخذت تجهد نفسها بإعادة الكلمات والجمل طوال ساعات مستخدمة
أصابعها لالتقاط اهتزازات حنجرة المدرسة وحركة لسانها وشفتيها تعابير وجهها أثناء
الحديث.
وتحسن لفظها وازداد وضوحاً عاماً بعد عام فيما يعد من أعظم الانجازات
الفردية في تاريخ تريبة وتأهيل المعوقين.
ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلاً مرتباً.
ثم التحقت هيلين بمعهد كمبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها
وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى وأمكنها أن تتخرج من
الجامعة عام 1904م حاصلة على بكالوريوس علوم في سن الرابعة والعشرين.
ذاعت شهرة هيلين كيلر فراحت تنهال عليها الطلبات لالقاء المحاضرات
وكتابة المقالات في الصحف والمجلات.
بعد تخرجها من الجامعة عزمت هيلين على تكريس كل جهودها للعمل من أجل
المكفوفين، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر
الإمكان.
وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً، وأمكنها أن
تتعلم السباحة والغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين.
ثم دخلت في كلية (رد كليف) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب
اللغة الانجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية.
ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراه في العلوم
والدكتوراه في الفلسفة.
في الثلاثينات من القرن قامت هيلين بجولات متكررة في مختلف أرجاء
العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة
لمساعدتهم، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم، وراحت الدرجات
الفخرية والأوسمة تتدفق عليها من مختلف البلدان.
ألفت هيلين كتابين، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً.
التعليق:
هذه الحياة مثال رائع عن أهمية الإرادة والتأهيل، والتأهيل هو العمود
الفقري لتدبير المعاقين، فبالنسبة للصم والبكم فإن التأهيل هو الذي يسمح بإعادة
الاتصال مع العالم الخارجي سواءً بالفهم أو المخاطبة ويبقى هو التدبير الرئيسي
لهؤلاء المصابين.
ونحن في بلدنا أصبحنا على مستوى عظيم في ناحية التشخيص الدقيق لآفات
نقص السمع المختلفة وللأعمار كلها، ولكننا لانزال على خط البداية في مستوى التأهيل
ولم نخط بعد أي خطوة عملية حقيقية في هذا المجال، فالأمر يحتاج إلى عزيمة صادقة
وحب وحماس لهذا الأمر إضافة إلى دعم مادي بالمدارس الداخلية والأساتذة المدربين
المؤهلين والأجهزة المتطورة الكافية للأعداد الكبيرة من الصم البكم الموزعين في
أرجاء بلادنا.
إن حالة هيلين كيلر ليست حالة وحيدة بل يذكر التاريخ حالات عديدة
مماثلة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الروسية أولغا سكورو كو دوفا وقد سبق
أن صدر عن وزارة الثقافة كتاب عن حياتها.
المرجع:
- ملاحظات شخصية (فقرات
التعليق).
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)